تفخر تركيا بأن استثمارها في التعليم في السنوات الأخيرة جعل منها واحدة من أهم وأفضل الخيارات الدراسية للطالب الأجنبي، كما تشير وزارة التربية والتعليم التركية عبر صفحتها الإلكترونية، إلى أنه منذ تسلم الحكومة الحالية لمقاليد الحكم وحتى الآن تم إنشاء 51 جامعة في عددٍ من المدن التركية، كما تم رفع معدل الجودة للجامعات القديمة والحديثة، من خلال تأسيس مختبرات علمية ومراكز أبحاث تطبيقية ومكتبات علمية ضخمة وغيرها الكثير من الخدمات.

تضاعف عدد الطلاب الأجانب في تركيا في السنوات الثماني الأخيرة خمس مرات، ليصل من 17 ألف طالب في عام 2009 إلى 100 ألف طالب في العام الدراسي 2014 ـ 2015، ومع إضافة الطلاب الأجانب في عام 2016 يصل العدد إلى 120 ألف طالب.

ويتناول الباحث الاجتماعي “سعيد غورسوي” في مقاله بصحيفة صباح “الطالب الأجنبي في تركيا” أهم عوامل جذب الطلاب الأجانب إلى تركيا كما يلي:

ـ نظام المنح التابع لمؤسسة الطلاب الأجانب “ي تي بي”: توفر المؤسسة المذكورة منحا لما يقارب 6 آلاف طالب من كافة أنحاء العالم، تشمل العديد من الخدمات مثل الراتب الشهري، والإقامة، والتأمين الصحي وغيرها من الخدمات.

ـ الأجور غير المرتفعة: حتى لو لم يتمكن الطلاب من الحصول على منحة فإن أجور الدراسة ومصاريف الحياة في تركيا تُعد أقل منها في بعض الدول الأوروبية وفي الولايات المتحدة الأمريكية.

ـ جودة التعليم: العديد من الجامعات التركية أصبحت تعتمد الأسلوب التطبيقي أكثر من النظري.

ـ التطور الإعلامي والإعلاني: نشّطت تركيا آلياتها الإعلامية والتسويقية مؤخرًا، في إطار سياستها الناعمة للحصول على موقع أكثر فعالية على الساحة الدولية، وقد نجحت في ذلك بجذب العديد من الطلاب والسياح الأجانب سنويًا. ومن أهم أساليب التسويق التركية المسلسلات التلفزيونية.

ـ تعدد المؤسسات التي تقدم خدمات للطلاب الأجانب مثل مؤسسة الطلاب الأجانب “ي تي بي”، ومؤسسة إسكان الطلبة الأجانب “كي يي كي”، ومؤسسة خدمة الاستعلامات الاقتصادية التركية “دييك” التي تنسق العلاقات الاقتصادية الخارجية بين تركيا والدول الأخرى، وتعرف بالجامعات التركية في كافة المحافل الاقتصادية الدولية وتعمل على تخصيص فرصة تدريب عملي لطلاب العلوم السياسية والاقتصاد والإدارة وغيرها من التخصصات ذات الصلة.

ومن ناحية اقتصادية، يُشير غورسوي إلى أن الفائدة الاقتصادية الهائلة التي يقدمها الطلاب للاقتصاد التركي تقع في إطار قطاع الخدمات، موضحا ً أن الحكومة التركية انتبهت منذ عام 2009 أن الطالب الأجنبي يعود على الدول المتواجد بها بالفائدة الاقتصادية العظيمة وعندما يعود إلى بلاده يكون الممثل الأقوى لتركيا وثقافتها وبالتالي يرسل بدوره عدد من الطلاب الأجانب الجدد لتركيا وهكذا تعود فائدته المتشعبة لتركيا، لذا حرصت الحكومة التركية منذ ذلك العام على تضخيم الأنشطة الخاصة باستقطاب الطلاب لتركيا.

ويوضح غورسوي أن الحكومة التركية تخطط لرفع عدد الطلاب الأجانب الوافدين لتركيا إلى 250 ألف طالب بحلول 2023، حيث سيعود عليها هذا الرقم ب 5 مليارات دولار، وعند النظر إلى الوتيرة التقدمية التي تسير عليها تركيا، نُلاحظ أن تحقيق ذلك أمر ممكن بلا شك.